lundi 20 juin 2011

القيروان .. قاعدة الانتشار الاسلامي في المغرب و الأندلس (2)

بعد أن أتممنا  الجزء الأول من مقال '' القيرواة...قاعدة النتشار الاسلامي في المغرب و الأندلس''وهو ظروف تمصير القيروان و دورها في  انتشار الاسلام  الآن ينتطرق الى مظاهر اكتمال انتشار الاسلام في بلاد المغرب و الأندلس و دور البربر فيه .

ذكرنا في الجز الأول ان الحكم أعيد الى البربر و ذلك على اثر قتل عقبة بن نافع . ولكن بعد ذلك عاود العرب حملتهم على بلاد المغرب في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان ( وهو خامس الخلفاء الأموين ) الذي قام بارسال جيش يتكون من 40000 جندي بقيادة حسان بن نعمان سنة 75 هـ الموافق ل 694م . تمكن هذا الأخير من فتح افريقية من جديد حيث أطرد الروم منها ثم شرع في مقاومة البربر الذين تزعمتهم الكاهنة . وتمكن من الانتصار عليها فأصبحت افريقية تابعة لدولة الأموية .
قام حسان بن نعمان بتنظيم الولاية و ذلك بتدويين الدواوين . ففرض الخراج ( ضريبة على الارض يدفعها المسلم ) و الجزية ( ضريبة يدفعها النصارى و اليهود على ممتلكاتهم ) .
بعد استقرار الوضع بافريقية ولي موسى بن نصير واليا على افريقية سنة 84 هـ  فشرع بالتوسع الفعلي نحو بلاد المغرب و اعتمد في ذلك على  جيش متكوم من العرب و البربر و الموالي ( المسلمون من غير العرب ) .
من أبرز قادة البربر الذين قادوا الحملات نحو الأندلس ''طارق بن زياد''  و ذلك سنة 92 هـ ثم لحق به موسى بن نصير سنة 93 هـ الموافق ل 712 م حيث تم فتحها نهائيا .
قراءة ممتعة :))))))))))))))))))))))))))))

القيروان .. قاعدة الانتشار الاسلامي في المغرب و الأندلس

تعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الاسلامية  . اذ تلعب دورين في آن واحد هما : الجهاد و الدعوة . فبينما  كانت الجيوش تخرج للغزو كان الفقهاء أيضا يقومون بالدعوة و نشر الاسلام . و بالتالي فان للقيروان   تاريخا عريقا شامخا و هذا هو موضوع مقالنا اليوم . لقد مثلت القيروان مركزا و قاعدة لنشر الاسلام في بلاد المغرب  الى حدود الأندلس . و ذلك على اثر تمصيرها ( وهو بعث تجمعات سكنية حول المعسكرات زمن ظهور الاسلام في المناطق التي شملتها انتشار الاسلام ومن أهمها القيروان ) .
_ فماهي ظروف تمصيرها ؟ وماهو دورها في انتشار الاسلام ؟ و فما تتمثل مظاهر اكتمال الانتشار الاسلامي بالمنطقة : سياسيا عسكريا و اجتماعيا ؟

سنبدأ أولا بالاجابة عن السؤال الأول وهو ظروف تمصير القيروان .

لقد تأسست القيروان على يد عقبة بن نافع وذلك على اثر أمر من الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان و كان ذلك على رأس جيش يتكون من 10000 جندي فتمكن من فتح القيروان و قرر أن يؤسس فيها معسكرا و قيروانا ( قام بتمصيرها ) فاختار لها موقعا بعيدا عن البحر حتى لا يطرقها غزاة البحر ثم جعلها قريبة من السبخة ( الموضع) لكي يتمكن من استغلال ذلك المجال  ( رعي الابل ) و لكي يؤمن هذا المصر من غزواة البربر .
استمر عقبة في بناء القيروان حوالي 4 سنوات و ذلك منذ سنة 50 هـــ . فقام ببناء دار الامارة وهو القصر الذي يعيش فيه القائد مع جيشه ثم قرر بناء الجامع حيث انه أشرف على تحديد موضعه و تخطيطه . ومن هنا نستشف أن للمدينة وظيفتان أساسيتان هما :
  - عسكرية : 
حيث تم اعتماد القيروان كقاعدة دائمة للجيش يحتمي بها من العدو كما مثلت مركزا للتوسع حيث تمكن عقبة من الوصول الى المغرب الأقصى بفضلها .
  - دينية : 
اتخذها عقبة كمركز لنشر الدين الاسلامي اذ أراد بها ان تكون ''عزا للاسلام الى آخر الدهر '' الى جانب ذلك تم من خلالها أسلمة البربر 
( ادخال و اقناع البربر من خلال تدريسهم شعائر الدين الاسلامي في السلام )
انطلق عقبة بن نافع من القيروان و اتجه غربا وصولا الى المغرب الأقصى على اثر عودته قتل من قبل القئد البربري كسيلة سنة 64 هـ الموافق ل 684م فأعيد الحكم الى البربر

هذا هو الجزء الاول من أول مقال لي . في انتظار اكمال الجز الثاني أتمنى لكم أيها القرا ء قراءة ممتعة و خاصة مفيدة .